مراحل استشفاء الإصابة

‏04 يناير 2025 صحة عامة
مشاركة

 

بعد تعرضك لالتواء في الكاحل، أو لكدمة في الركبة نتيجة السقوط عليها، أو تمزق في العضلة الخلفية أثناء ممارستك لرياضة الجري، سيتعرض النسيج المصاب للعديد من العمليات والتحولات، وسيمر بالعديد من المراحل لعلاجه وإعادة بنائه من جديد.

1. مرحلة الالتهاب (Inflammation Phase):

  • وهي التي تحدث بعد الإصابة مباشرة، ويمكنك ملاحظة أنك في هذه المرحلة بسبب إحساسك بألم حاد مع الحركات البسيطة، خصوصًا بعد استيقاظك من النوم في الصباح، مع وجود تورم واحمرار وكدمات حول المنطقة المصابة، بالإضافة إلى شعورك بوجود حرارة وصعوبة في أداء أنشطة حياتك اليومية.
  • في هذه المرحلة، يرسل الجسم خلايا الدم البيضاء إلى منطقة الإصابة لتطهيرها وإزالة الأنسجة التالفة منها. كما تتكون جلطة دموية لوقف النزيف. عادةً، تستمر هذه المرحلة من 2 إلى 14 يومًا.
  • بعد مرور الأيام الأولى من مرحلة الالتهاب، يمكن البدء بعمل تمارين المرونة (AROM) ضمن نطاق حركي غير مؤلم للنسيج المصاب، بالإضافة إلى عمل تمارين انقباض عضلي ثابت (Isometrics) لمدة بسيطة وبشدة منخفضة مع فترات راحة طويلة بينها؛ حيث إنها تساهم في جودة الاستشفاء وتخفيف الأعراض متى ما تم استخدامها بشكل حذر ومدروس.

2. مرحلة التكاثر (Proliferation Phase):

  • في هذه المرحلة، تبدأ الأنسجة التالفة في التجدد. تنمو أوعية دموية جديدة، وتبدأ الخلايا في إنتاج بروتين الكولاجين، الذي يلعب دورًا أساسيًا في بناء نسيج جديد لملء الفراغ الناتج عن الإصابة. تستمر هذه المرحلة من 4 إلى 6 أسابيع.
  • بداية هذه المرحلة لا تعني انتهاء مرحلة الالتهاب، فكل مراحل الاستشفاء متداخلة على الرغم من اختلاف نقطة بداية ونهاية كل منها.
  • في هذه المرحلة، لم يعد النسيج المصاب إلى الحد الأقصى من الكفاءة والقوة، إذ يتم استعادة تكامل الأنسجة وبنائها عن طريق الكولاجين من النوع الثالث، والذي سيتم استبداله لاحقًا بالكولاجين من النوع الأول. لذا من المهم جدًا رفع مستوى تمارين التأهيل بشكل مدروس ومتدرج، ومراقبة الأعراض باستمرار خلال هذه المرحلة.

3. مرحلة إعادة التشكيل (Remodeling Phase):

  • في المرحلة الأخيرة، يتم إعادة تنظيم النسيج الجديد ليكون أقوى وأكثر متانة. تتم إعادة ترتيب ألياف الكولاجين لتشكيل نسيج يشبه النسيج الأصلي قدر الإمكان. تستمر هذه المرحلة لعدة أشهر، وقد تمتد لسنوات في بعض الحالات.
  • في هذه المرحلة، يمكنك البدء بتمارين التقوية ضمن نطاق حركي كامل بثقة أكبر، حيث تساهم التمارين في تحسين تشكيل الأنسجة المصابة وزيادة قوتها وكفاءتها، مع مراعاة التدرج في رفع المقاومة، حيث إن النسيج المصاب لم يصل إلى مستوى قوة ما قبل الإصابة.

عوامل مؤثرة على الاستشفاء:

توجد عدة عوامل يمكن أن تؤثر على سرعة وفعالية عملية الاستشفاء، منها:

  1. نوع النسيج المصاب: تميل الأنسجة ذات التروية الدموية العالية مثل الجلد والعضلات إلى الاستشفاء أسرع من الأنسجة ذات التروية الدموية المنخفضة مثل الغضاريف  الأوتار.
  2. درجة الإصابة: تنقسم عادة عادة درجات الإصابة إلى ثلاث درجات ، درجة أولى ( إصابة خفيفة) ، الدرجة الثانية ( إصابة متوسطة)، الدرجة الثالثة ( إصابة شديدة) ، وبطبيعة الحال كلما كانت شدة الإصابة أعلى فمدة الاستشفاء ستكون أطول للمصاب.
  3. العمر: يميل الأفراد الأكبر سنًا إلى التعافي بشكل أبطأ من الشباب، حيث تقل قدرة الجسم على التجدد.
  4. التغذية: تلعب التغذية السليمة دورًا حاسمًا في دعم عملية الشفاء. يحتاج الجسم إلى إكمال سعراته الحرارية واحتياجه من البروتين بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن لتعزيز إنتاج الكولاجين وتحسين التئام الأنسجة.
  5. النوم: جودة النوم تؤثر بشكل كبير على عملية الاستشفاء. النوم الجيد يعزز من قدرة الجسم على التعافي والتجدد.
  6. اللياقة البدنية العامة: الأفراد الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من اللياقة البدنية قد يتعافون بشكل أسرع بفضل قوة العضلات والتوازن الجسدي.
  7. الالتزام بالعلاج: الالتزام ببرامج التمارين والتوجيهات العلاجية يساعد على تعزيز عملية الشفاء. تجاهل الإرشادات قد يؤدي إلى تأخير الشفاء أو تفاقم الإصابة.
  8. التوتر النفسي: يؤثر التوتر النفسي سلبًا على الشفاء، حيث يمكن أن يعيق استجابة الجسم الطبيعية للإصابة.
  9. الحالة الصحية العامة: الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب والشرايين قد يواجهون صعوبة في الشفاء.

 

في النهاية، من المهم أن نتذكر أن عملية الشفاء من الإصابات هي رحلة تتطلب الصبر والاهتمام. بينما تمر الأنسجة المصابة بمراحل متعددة من الالتهاب، التكاثر، وإعادة التشكيل، فإن الالتزام بالعلاج والتغذية السليمة والنوم الجيد يمكن أن يعزز من سرعة التعافي ويقلل من مضاعفات الإصابات. بالاهتمام بتلك العوامل، يمكن أن تعود إلى نشاطاتك اليومية والرياضية بشكل أسرع وأكثر أمانًا.

 

 

 

في حال رغبتك للمعرفة أكثر عن إصابتك فيمكن التواصل مع أحد أعضاء الفريق من هنا .

و يمكنك معرفة المزيد عن الإصابة و الألم في محاضرة أ.عبدالله هرساني من هنا .

كما يمكنك الاطلاع على برامج التأهيل في المنصة من هنا.