ما يجب فعله وعدم فعله مع اعتلال الاوتار

‏04 يناير 2025 التأهيل
مشاركة

في البداية، كان يُطلق على الحالة اسم "التهاب الأوتار" (Tendinitis)، ثم تطور العلم ليصبح المصطلح "تهتك الأوتار" (Tendinosis)، وفي النهاية، أصبح لدينا المصطلح الحديث وهو "اعتلال الأوتار" (Tendinopathy).

ومع تطور الدراسات والبحث العلمي، تغيرت النصائح المتعلقة بكيفية التعامل مع الأوتار. في البداية، كان يُنصح بالشد السالب (Eccentric)، ولكن مع مرور الوقت، تغيرت النصيحة لتصبح الشد الثابت (Isometric).

ورغم أن الدراسات في هذا المجال قد تتضارب أحيانًا، إلا أن الشيء الوحيد الذي نعرفه بشكل يقيني هو أن اعتلال الأوتار يمثل تحديًا كبيرًا في العلاج.

ولتبسيط الموضوع الذي قد يبدو معقدًا، سأقدم لكم في هذا المنشور والمنشور القادم 6 قواعد أساسية يجب اتباعها لأي برنامج إعادة تأهيل ناجح لاعتلال الأوتار.


القاعدة  الأولى: لا تأخذ راحة تامة

"الراحة ليست دائمًا الخيار الأفضل، خاصة عندما يتعلق الأمر باعتلال الأوتار."

أول خطوة لنجاح أي برنامج لتأهيل اعتلال الأوتار تبدأ بتحديد ما إذا كان المريض يعاني من زيادة أو نقص في الحمل التدريبي. لذا، الإجابة على السؤال التالي ستوجهك إلى خطة العلاج المناسبة:

هل يمكننا البدء في تحميل الأوتار على الفور؟ أم يحتاجون إلى راحة نسبية؟

لاحظ الراحة النسبية ولم يتم ذكر الراحة المطلقة، وذلك لأن الراحة النسبية هي استراتيجية أكثر فعالية لتسريع تشافي اعتلال الاوتار. في كثير من الأحيان، يسعى المرضى إلى علاج الألم المرتبط بالأوتار خلال فترة التهيج الالتهابي. هذا يعني أن تقليل الحمل مهم، ولكن فقط في المراحل الأولية. لا يمكننا التوقف عن التحميل تمامًا لفترات طويلة، حيث إن ذلك قد يعرقل شفاء الأوتار بسبب قلة التحميل.

الهدف في هذه المرحلة ببساطة هو تقليل التفاقم الناتج من التهيج، مع العودة إلى التعرض المتدرج، مما يسمح للوتر بالتكيف مع الحمل التدريبي والتعافي بشكل مناسب.


القاعدة الثانية : قم بتحميل الأوتار تدريجيًا

اعتلال الأوتار يحدث بسبب "فشل الاستجابة للشفاء والتكيف عند تحميل الوتر". لتغيير استجابة الوتر، يجب تقويته من خلال التدرج في التحميل عليه (ولكن ليس بشكل مفرط).

هناك ثلاث متغيرات رئيسية تؤثر على الحمل التدريبي وهي:

  1. شدة التمرين (Intensity)
  2. حجم التمرين (Volume)
  3. تكرار التمرين (Frequency)

من المهم النظر في الأبحاث التي تشير إلى أن تدريب المقاومة البطيء وعالي الشدة (Slow Heavy Resistance) هو أفضل استراتيجية لإعادة تأهيل الأوتار. هذا النوع من التحميل يوفر حملًا ثقيلًا مع الحد الأدنى من الصدمات على الوتر.

والجدير بالذكر أن جميع الدراسات المتعلقة بأسلوب (Slow Heavy Resistance) وأسلوب التحميل السلبي (Eccentric training) استخدمت أوزانا ثقيلة أثناء التحميل (أكبر من 75%) لذلك من المهم أن تكون المقاومة ثقيلة

 

ومع تقدم شفاء الاوتار ، يجب أن نستمر في تحميله للتعامل مع التحميل الأكثر صعوبة كما هو مقترح في هذا النموذج حيث يجب أن تبدو رحلة التأهيل كما يلي :

 


 

القاعدة الثالثة: لا تتجنب الألم تمامًا

غالبًا ما يتجنب الشخص تحميل الوتر عند الشعور بالألم، وهذا قد يعيق عملية الشفاء. لذا، غالبًا ما يستخدم مقياس تعديل الألم والنشاط لمساعدة المصابين على فهم ما هو الألم المسموح به أثناء التمرين.

من المهم أن يبقى الألم في المنطقة بين 0-3 أثناء التمرين، مع أن الوصول إلى 4-5 يعتبر مقبولًا في بعض الحالات. أما أي ألم يتجاوز هذا المستوى، فيعتبر حملًا مفرطًا ويجب إيقاف التمرين.

 


القاعدة الرابعة : حدد مدة زمنية واقعية

يستغرق شفاء الأوتار وقتًا طويلاً، حيث تشير الأبحاث إلى أن اعتلال الأوتار يحتاج إلى 12 أسبوعًا على الأقل من التحميل المستمر لحدوث شفاء كافٍ. لذلك، من المهم الاستمرار في التأهيل التدريجي، وإلا فمن غير المرجح أن يحدث التئام جيد للأوتار.

ومن المهم أيضًا أن نعلم أن المدة الزمنية للتعافي قد تختلف من شخص لآخر، حيث يتأثر الشفاء بمدى استجابة الوتر للتحميل المتدرج.


القاعدة الخامسة : طبق تمارين الشد الثابت قبل التمرين

أظهرت الدراسات أن تمارين الشد الثابت (Isometric) قد تساعد في تخفيف ألم اعتلال الأوتار، ولكن يجب أن يتم تطبيقها بشدة 70٪ على الأقل من الحد الأقصى للانقباض العضلي (MVC) لتكون فعّالة.

من الممكن البدء بتطبيق 3 مجموعات من الشد الثابت لمدة 30-45 ثانية. وهذه الطريقة مفيدة جدًا لتقليل الانزعاج أثناء التمرين والحفاظ على مستوى ثابت من التحميل التدريجي على الوتر.


القاعدة السادسة : لا تقوم بعمل إطالة أو ضغط للوتر

الأوتار السليمة يجب أن تكون متيبسة (وليس قابلة للإطالة)، لأن هذا يحد من قدرتها على نقل القوة الحركية، وهو أحد الأدوار الرئيسية للأوتار.

في الأوتار المصابة، قد يؤدي الضغط أو الإطالة إلى زيادة الحساسية. لذلك، يجب تجنب الحركات التي تسبب إطالة أو ضغطًا على الوتر.


 

في الختام ليس كل اعتلال للأوتار مشابه للآخر، لذا يجب أن تكون هذه القواعد مرشدًا عامًا يمكن تعديله ليناسب كل حالة بشكل فردي. يعتمد النجاح في العلاج على تطبيق هذه القواعد بتدرج ومرونة، مما يساهم بشكل فعال في إعادة تأهيل الأوتار. عملية تأهيل الأوتار تعد تحديًا طويل الأمد يتطلب التفهم الكامل لأهمية التدرج في العلاج، وتقليل الحمل بشكل تدريجي. كما يجب التركيز على تمارين محددة تهدف إلى تحميل الأوتار بشكل مناسب وعدم تجنب الألم تمامًا. إن اتباع هذه القواعد الأساسية في العلاج يساعد بشكل كبير في تحسين شفاء الأوتار، مما يعزز قدرة الشخص على العودة إلى نشاطه الطبيعي بأمان.

 

 

في حال رغبتك للمعرفة أكثر عن إصابتك فيمكن التواصل مع أحد أعضاء الفريق من هنا .

و يمكنك معرفة المزيد عن الإصابة و الألم في محاضرة أ.عبدالله هرساني من هنا .

كما يمكنك الاطلاع على برامج التأهيل في المنصة من هنا.