الوتر هو نسيج ليفي مرن يربط العضلات بالعظام، ويسهم في نقل القوة اللازمة للحركة. عند تعرض الأوتار للإصابة بسبب الإجهاد المتكرر أو الحمل الزائد، قد يحدث تغيرات في تركيب الأنسجة، مما يؤدي إلى حالة تعرف بـ اعتلال الأوتار (Tendinopathy) حالة شائعة تؤثر الأوتار ، ويؤدي إلى الألم والتورم في المنطقة المصابة. يمكن أن يؤثر هذا الاعتلال على أي وتر في الجسم، مثل الأوتار الموجودة في الكتف، الكاحل، الركبة، وغيرها. بالطبع هناك الكثير مما لا نعرفه عن اعتلال الأوتار، ولكن من المهم كمختصين أو مصابين أن نفهم الحقائق الأساسية حول هذه الحالة وكيفية علاجها بشكل فعال لتسريع التعافي واستعادة الحركة الطبيعية. في هذه المقالة، سوف نعرض 10 حقائق يجب أن تعرفها عن اعتلال الأوتار وأفضل الطرق للتعامل معه.
- اعتلال الأوتار لا يتحسن فعليًا مع الراحة التامة: قد يهدأ الألم، ولكن لكي يعود الوتر إلى وظيفته بشكل كامل لابد من زيادة تحمله للحمل تدريجيًا. لا شك أن عملية تأهيل الأوتار قد تكون مؤلمة في البداية، لكن لا تنسى أن الراحة لا تفيد الوتر.
- التغيرات الكيميائية في اعتلال الأوتار لا تعتبر استجابة التهابية كلاسيكية: رغم وجود بعض المواد الكيميائية الحيوية الالتهابية وتغير في الخلايا، إلا أنها لا تعتبر استجابة التهابية كلاسيكية. قد تساعد مضادات الالتهاب إذا كان لديك ألم شديد جدًا، ولكن لا يزال غير واضح ما هو تأثيرها على الخلايا والأنسجة.
- التغيرات التي تظهر في الأشعة لا تفسر دائمًا سبب الألم: اختلاف طبيعة الأنسجة في الأشعة شائع جدًا حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من الألم. إذا تم إخبارك بأنك تعاني من تغيرات كبيرة أو حتى تمزق في الوتر، فهذا لا يعني بالضرورة أنك لن تتحسن أو أن نتائج العلاج ستكون سيئة. نحن نعلم الآن أنه حتى مع أفضل العلاجات (مثل التمارين أو الحقن)، من غير المرجح أن يعود "شكل" النسيج كما كان في معظم الحالات. لذلك، تهدف معظم العلاجات إلى تخفيف الألم وتحسين وظيفة النسيج.
- اعتلال الأوتار يمكن أن يحدث بسبب عوامل خطر مختلفة: من العوامل الرئيسية التي تساهم في اعتلال الأوتار هو التغيير المفاجئ في الأنشطة. تشمل الأنشطة التي تتطلب من الوتر تخزين الطاقة الحركية (مثل المشي، الجري، والقفز) أو الأنشطة التي تتطلب ضغطًا على الوتر. بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بسبب الميكانيكا الحيوية (مثل ضعف العضلات أو بطء قدرة التكيف على الحمل) أو عوامل جهازية (مثل العمر، انقطاع الطمث، ارتفاع الكوليسترول، فرط حساسية الألم، وغيرها).
- التمارين هي الطريقة الأكثر اعتمادًا على الأدلة العلمية لعلاج اعتلال الأوتار: يجب تحميل الأوتار بشكل تدريجي لتطوير قدرة الوتر على التحمل. في الغالبية العظمى من الحالات (ولكن ليس كلها)، لن يتحسن اعتلال الأوتار بدون هذا التحفيز الحيوي من خلال التمرين.
- تعديل شدة الحمل أمر مهم في تخفيف آلام الأوتار: غالبًا ما يتضمن هذا تقليل شدة الأنشطة على الأوتار، خاصة الأنشطة التي تتضمن تخزين الطاقة وضغط على الوتر. نادراً ما يتحسن اعتلال الأوتار على المدى الطويل بالعلاجات غير الحركية فقط مثل التدليك، الموجات فوق الصوتية العلاجية، الحقن، والعلاج بالموجات التصادمية. يجب تجنب الحقن بشكل متكرر، لأن هذا غالبًا ما يرتبط بنتائج أسوأ.
- التمارين يجب أن تكون مخصصة بشكل فردي: يعتمد اختيار التمرين المناسب على طبيعة ألم الفرد وقدرته الوظيفية. يجب أن تكون هناك زيادة تدريجية في الحمل لتمكين استعادة وظيفة الوتر مع مراعاة شدة الألم.
- استجابة الأوتار لممارسة التمارين بطيئة جدًا: لذلك، يجب التحلي بالصبر. تأكد من أن التمرين يتم بمستوى شدة مناسب وتدرج مناسب، وكن حذرًا من الادعاءات التي تخبرك بوجود علاجات مختصرة. للأسف، غالبًا ما تكون هذه الطرق غير فعالة.
- ممارسة التمارين بشكل مناسب مهمة جدًا: عليك بتطبيق التمارين بشكل تدريجي ومرن لتجنب تفاقم المشكلة. التمارين التي تتم بشكل غير مناسب قد تزيد من الضرر بدلًا من التخفيف.
- استثناءات في العلاج الجراحي والحقن: وأخيرًا، يجب أن نعلم أن لكل قاعدة استثناءات. في بعض الحالات، قد تكون الحقن والجراحة مناسبة جدًا في إدارة اعتلال الأوتار. ولكن لا تنسَ أنها استثناءات وليست القاعدة.
إن فهمك لحقيقة أن اعتلال الأوتار يتطلب وقتًا وصبرًا للعلاج أمر بالغ الأهمية. إن الراحة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تشمل الخطة العلاجية التمارين الحركية المتدرجة التي تساعد في تحسين قدرة الأوتار على التحمل. كما يجب أن تكون العلاجات مخصصة حسب حاجة كل شخص. وعلى الرغم من وجود استثناءات تتطلب العلاج الجراحي أو الحقن في بعض الحالات، فإن معظم الحالات تستجيب بشكل جيد للتمارين المتخصصة والتحسين التدريجي. اجعل التأهيل الحركي جزءًا أساسيًا من روتينك اليومي لضمان صحة الأوتار واستعادة قوتها ومرونتها بشكل فعال.
- في حال رغبتك للمعرفة أكثر عن إصابتك فيمكن التواصل مع أحد أعضاء الفريق من هنا .
- و يمكنك معرفة المزيد عن الإصابة و الألم في محاضرة أ.عبدالله هرساني من هنا .
- كما يمكنك الاطلاع على برامج التأهيل في المنصة من هنا.